الفنان الكوميدي "طلعت زكريا" في ذمة الله بعد صراع مع المرض يودعنا تاركا ورائه رصيد فني محترم و بعض المواقف السياسية الغريبة.
طلعت زكريا |
في ظل النشاط الكبير الذي عرفه الميدان الفني المصري في آخر سنتين بعودة فنانين كبار لريادة الافلام و إراداتها ، كالفنان "كريم عبد العزيز" و الفنان "أحمد عز" ، و "أحمد حلمي" عرفت السينما نشاطا و رواجا بعودة فنانين لهم تاريخ كبير لكن للأسف الفنان الراحل "طلعت زكريا" غاب لأسباب عديدة و هو أنه لم يستطيع أن ينال ثقة الجمهور و الشعب المصري بعد أحداث ثورة 25 يناير 2011 حيث تسرع الفنان "طلعت زكريا" بوصفه للمتضاهرين بالشواد و المدمنين و لا يجب الإهتمام لرأيهم.
تصريح غير محسوب من فنان كبير كالأستاذ "طلعت زكريا" الذي كانت افلامه تحصد ايرادات محترمة سينمائيا ، لكن مع تنحي الرئيس السابق "محمد حسني مبارك" عن الحكم خسر الفنان طلعت زكريا رهانه و أصبح وسار اسمه في صدارة القائمة السوداء من الفنانين المغضوب عليهم ، رغم انه كان من اسياد الضحكة في مصر بأفلام ستظل في ذكرى المشاهد المصري و العربي ، من مننا ينسى فيلم "حاحا و تفاحة " رفقة "ياسمين عبد العزيز" ، و فيلم "طباخ الرايس" ، و دور "نصه" في فيلم " غبي منه فيه " رفقة الفنان "هاني رمزي" و فيلم " سيد العاطفي " رفقة الفنان "تامر حسني" و نال من خلال هذه الأعمال حب و اشادة من الجماهير بستايل خاص به في الكوميديا و الكل تنبأ له بالمزيد من النجاح حتى جائت ثورة يناير و كان "طلعت زكريا" بصدد تحضير لفيلم من بطولته تحت اسم " الفيل في المنديل " و كان اصداره بعد ثورة يناير في كل دور السينما بمصر ، و بعد سخط الشعب المصري عليه فنظم الثوار حملة مقاطعة كل أعمال "طلعت زكريا" ، و خرج الفيلم " الفيل في المنديل " الى النور فلم يرى الا السواد من خلال فراغ في شباك التذاكر فلم يدخل احد و لم يهتمو لأمره فكانت سقطة تاريخية لطلعت زكريا كلفته كثيرا ، و تم معاقبته على تصرحاته ايام الثورة.
طلعت زكريا |
و ابتعد "طلعت زكريا" عن الأضواء لمراجعة حساباته و يرى حل للمعضلة التي وقع فيها ، فلم يكن يتوقع أن الأمور ستتطور هكذا و تنقلب عليه في الآخر و عاد بعدها للعمل الفني لكن كان يأتي في أدوار ثانوية و غير مؤثرة و ممكن ان لا تشعر بوجوده مثل مسلسل " العراف" للأسطورة "عادل إمام " في بعض حلقاته فقط و بعد السيتكومات التي تمر مرور الكرام و لا أحد يهتم لها كسلسلة " جوز ماما " وضع مؤسف لفنان موهوب كطلعت زكريا بعد ما كان يلعب البطولة او صديق البطل و أحيانا يأكل الجو من البطل ، بعدها سار يلعب أدوار لعلها تشفع له في العودة لقلوب الجماهير ، لكن للأسف الشعب المصري لم ينسى و استمر في معاندته .
"طلعت زكريا" اتجه الى المسرح و ممكن لان جمهوره محدود فقط لكي يتبث اقدامه في الساحة الفنية و يسجل حضوره ، و كانت من أشهر و أجمل المسرحيات التي قدمها طلعت زكريا كانت مسرحية " سكر هانم " رفقة الفنان "أحمد رزق" و "أحمد السعدني" و "إدوارد" ، بعد كل هذه التجارب في ابعودة الى الشاشة كبطل كما عاهدناه سابقا ، فقرر طلعت زكريا أن يعود للسينما بفيلمه " حليمو اسطورة الشواطئ " فيلم كوميدي خفيف الظل لكن للأسف لم يحضى بمتابعة كبيرة ، و كأن "طلعت زكريا" كارت محروق بالنسبة للمشاهد المصري ، و مع ذالك "طلعت زكريا" قرر أن يخوض غمار التحدي و سار يحضر لفيلم سينمائي جديد تحت اسم " الخوذة" إلا أن القدر لم يمهله من أجل تقديمه .
لكن مؤخرا تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ غير متوقع خصوصا بعد ظهوره في حفل زفاف الفنان "أحمد فهمي" و "هنا زايد" و كان "طلعت زكريا" يبدو في حالة جيدة ، لكن آخر التقارير الطبية اكدت أن أمراضا في الرئة بسبب التدخين الشديد عجل في تدهور حالته الصحية ، و تم نقله للمستشفى لتكون آخر ساعاته هناك ، و يغادرنا الأستاد طلعت زكريا عن سن يناهز 58 سنة تاركا خلفه أعمال فنية ستظل في ذاكرة المشاهد العربي.