هيثم زكي إبن الممتل الكبير أحمد زكي في ذمة الله .
مطلع فجر يوم الخميس صعدت روح الفنان الشاب هيثم زكي وهو لوحده كالعادة في فيلته نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية ، وكانت خطيبته هي من نشرت الخبر و يحكى أنها إتصلت به كذا مرة و لم يجبها فقلقت عليه و اتصلت بالشرطة فتوجهو مباشرة و كسرو الباب ليجدو جثمان الفنان و انتشر خبر وفاته و نزل كالصاعقة على زملائه و أصدقائه الفنانين ، خبر لم يتوقعه أحد ، فإنهال النجوم بتغريدات ناعيين زميلهم الراحل هيثم زكي إبن الراحلان الممتل الكبير أحمد زكي و أمه هالة فؤاد .
رحل الفنان الشاب هيثم زكي في سن 35 ولازال في ريعان شبابه لكن الأجل لا يعرف لا كبير ولا صغير فكل مدة لها أوان فكان أوان هيثم زكي مبكرا و رحل في نفس السن الذي توفيت فيه أمه الفنانة الراحلة هالة فؤاد ، رغم الشهرة التي كسبها بكون أنه ابن فنانين كبار الا أنه عاش حيتا قاسية جدا و من الصعب على المرء عيشها الا في باطنه حزن لا يظهر للكل ، هيثم زكي بعد عام من ولادته إنفصل والداه و في عامه التاسع توفيت أمه و في سنه العشرين توفى أبوه ، لييتذوق طعم اليتم و مرارته و هو في سن صغير ليعيش ما تبقى من حياته محروم من احساس الوالدين و الدفئ الأسري ، هيثم زكي لما كنت تراه تتمعن في ملامحه تشعر بجرح متخفي حتى وهو يضحك.
بعدة نكسة رحيل الوالدين فتحت السينما و الشاشة الصغيرة دراعها لتحتضن شاب ابن الممتل الكبير مجروح من قهر رحيل الغالين ، فوجد نفسه في إختبار صعب وهو مجرد وجه جديد في المجال ، قبل وفاة والده الممتل الكبير أحمد زكي كان بصدد إنتهاء من فيلم حليم الذي صدر عام 2006 لكن الوفاة خطفت أحمد زكي قبل الإنتهاء من تصوير الفيلم فما كان أمام المخرج الا أن يستعين بالشاب الجريح هيثم زكي ليكمل باقي مشاهد أبوه و قبل التحدي و أكمل ما بقي من العمل و نجح الفيلم نجاح كاسح بإعتباره الفيلم الأخير الممتل الكبير الراحل أحمد زكي .
كانت بداية جيدة نسبيا للفنان الشاب هيثم زكي مما سار مطمعا للمنتجين لإستغلال إسم ابوه و تم إنتاج فيلم له تحت إسم "بيلياتشو" فكانت السقطة الكبيرة لهيثم زكي حيث أن الفيلم تعرض لإنتقادات كثيرة مما جعله يتحطم و يبتعد عن السينما لبضع سنوات و يأخد إستراحة ، أتناء الإستراحة تدرب في الورش التمثيلية لكي ينمي مهاراته ليخوض بها باقي تحدياته فعاد و شارك في أفلام جيدة نسبيا كفيلم " كف قمر " و "سكر مر " و " الكنز 1 " و "الكنز2"
أما على مستوى الشاشة الصغيرة و الدراما هنا كانت مساحة كبيرة للفنان هيثم زكي ليبرز قدراته و شارك في مسلسلات أثبت أنه تعلم من أخطائه حيث لاحظ الكل تحسن أدائه بشكل كبير ، و من أبرز مسلسلاته "دوران شبرا" و "الصفعة" و " السبع وصايا " و "كلبش الجزء التاني " و آخر أعماله الدرامية كان مسلسل علامة استفهام الذي تم بثه رمضان الماضي ، و لكن لازال دوره في مسلسل "كلبش الجزء التاني " رفقة النجم أمير كرارة عالقا في الأدهان.
حيث يمكن القول أن هيثم زكي في هذا العمل تفوق على نفسه و ترك بصمة كبيرة في الموسم الدرامي تعطينا أمل أننا سنشاهد نجم كبير في قادم السنوات لكن شائت الأقدار أن يرحل الشاب في هدوئه المعتاد كون أن هيثم زكي ليس من أبناء الفنانين الذين يسطون على الساحة الفنية بكثرة أعمال ولا بتصدر أخبار المجلات فكان دائما على الهامش ، و لم يستغل اسم أبيه الممتل الكبير أحمد زكي ليحصل على دور أو على اهتمام خاص من المخرجين ، كان يفضل أن يعيش بهدوء بعيد عن ضوضاء النجومية و أضواء فلاشاتها ، و رضي بوضعه المتاح و رحل لكي يرتاح .
الله يرحمك يا هيثم .