منصة يوتيوب في المغرب تشهد طفرة كبيرة بدون أي إفادة للمشاهدين، و أصبح منبر لكل من هب و ذب.
بل سار يتفوق على منافسيه بإعتباره منصة ربحية يمكن لأي شخص لذيه حساب جيميل أن ينشئ قناة خاصة به و ينشر فيها ما لذ له و طاب من محتويات مختلفة و يحصل على مشاهدات يربح عليها دولارات ،في بداية سنة 2011 بدأ يوتيوب في إقتحام العالم العربي ، لكن فكرته في الأول كانت عكس تقاليدنا حتى من أعجبته الفكرة وقف جامدا و تسائل ، كيف أستطيع ان أظهر على اليوتيوب بصورتي و صوتي !!! ماذا سأقول ؟ ظلت هذه الفكرة حاجزا أمام معظم الشباب الذين إكتشفو اليوتيوب حينها ماعذا بعص الشباب الشجعان الذين كانو يرون نفسهم أنهم لذيهم مايقدموه للمشاهدين.
و الكلام هنا عن الشاب المغربي إبن مراكش الحمراء " أمين راغب " الذي شئنا أم أبينا فهو من الأوائل الذي نشر فكرة الربح من اليوتيوب و الأنترنت عامة عبر قناته ، رغم ضعف المعدات و فكرة يوتيوب الغريبة عنا حينها ، آمن هو بالفكرة و بدأ بنشر فيديوهات في مجال التقنية و الحواسيب ، وجد ضالته في هذا المجال فنال ماستحقه حتى لو كنا معترضين على بعض الطرق التي يربح منها ، و بدأت فكرة الربح من اليوتيوب تنتشر بين معظم الشباب بشكل بطيئ لغاية سنة 2015 ممكن أن نسمي هذه السنة ثورة اليوتيوب في المغرب.
في ظل أزمة البطالة بالإضافة إلى عجز بعض الشباب من كلا الجنسين على البحث عن عمل يوفرون به دخل لقضاء حاجاتهم ، فكان يوتيوب بالنسبة لهم طوق النجاة ليتخلصون من شبح الضياع فانكبو على هذه المنصة بعضهم كان صاحب فكرة ، و لذيه تجارب و معلومات أحب ان يشاركها مع المشاهدين لكن أغلبهم هجم على المنصة بكل ثقله بدون أي مغزى أوجدوى أو معنى من فيديوهاته .
و كان للجنس اللطيف للاسف دور كبير في هذه الفئة ، بنشر محتويات بطريقة أحيانا مثيرة للجدل كتصوير روتينات صباحية و مسائية و كسر حاجز الحياة الشخصية من أجل الحصول على مشاهدات و طالما هناك مشاهدات فهناك أرباح ، و ما يزيد الطين بلة أن أحيانا تنشب نزاعات بين اليوتيوبرز و أحيان يتدخل حتى عائلاتهم في حوارات و مشاكل و من المفترض أن المشاهد في غنى عنها و لا يجب أن يهتم بأمور لا تخصه ، لكن للأسف في المغرب الفضول يعتبر من الميزات التي يتمتع بها أغلبية هذا الشعب البسيط الذي يلقي الضوء على أحداث لن تقدم و لن تؤخر.
يغوص في أعماق مشاكلهم التي أحيانا تكون مفتعلة و متفق عليها لجلب المشاهدات، و المشاهد يتعاطف مع فلانة ضد فلانة بل و يكتب تعليقات تفوق ثلات أسطر ، ليبدي رأيه في المشكلة في عوض أن يسأل نفسه ( ما دخلي و شأني فيهم) .
و إستمرت هاته المحتويات التافهة في السيطرة على المحتوى الرائج أو ما يسمى بالطوندونص المغربي الذي أصبح مسعى لأي يوتيوبرز كلما تلقي نظرة عليه ضروري أن تجد فيديوهات من نوعية ( تعالو شوفو شنو وجدت لراجلي ليوما ) أو (شنو وقع لي مع عجوزتي لبارح ) و من هذا القبيل ستجد الكثير.
و للأسف حتى الإهتمام من ذوي الوعي الناقص و المستهلكون لهذه المنصة كثيرون و في تزايد يوما بعد يوم و حتى منشئي هذا النوع من المحتوى انتشرو كالنار في الهشيم ، لدرجة تشعرك بالخزي ، لما ترى صانعي محتوى مفيد و ذو أهمية في مجالات مختلفة يعانون من شح المشاهدات و ضعف التفاعل رغم الجهد المبذول على إنشاء محتوى هاذف , لكن بدون جدوى الإهتمام مسلط فقط على صاحبات الروتين المسائي و خروجي مع خطيبي ، ليظل المشاهد أو على الأغلب مشاهذة لأن غالبا هاته القنوات تلقى إهتمام فقط من الفتيات و السيدات.
ممكن سبب قلة الوعي و نسبة الفضول المرتفعة في أوساط المجتمع بالإضافة إلى الفراغ الذي يعاني منه معظم الشباب يحثم عليه على إلهاء نفسه بأشخاص يستغلون فضوله و فراغه بدون تقديم أذنى فائدة ، و لازال الحال مستمر على ما هو عليه و يزيد سوءا يوما بعد يوم و يا خوفي أن في يوم من الأيام أن يصبحو أسياد المجتمع و المجتمع فيه ما يكفيه .....